اللواء حاتم باشات
*قنصل مصر الأسبق بالسودان
*وكيل جهاز المخابرات الأسبق
*عضو مجلس النواب
* على مصر أن تتخذ خطوة جريئة وأن تتناسى عقدة الإسلاميين.
* هناك مؤامرة أحنبية لتقسيم السودان والبداية ستكون غرب السودان
* المشروع أكبر من حميدتي، إن هو إلا أداء لتنفيذ المؤامرة بتفكيك الجيش .
* داعش والقاعدة ستدخل السودان وحرب غزه ستعطيها قوة إضافية .
* السودان يؤثر في أمن وسلامة مصر والعكس صحيح.
* مصر غرقانة في التوازنات وتحاول إرضاء الجميع وهذا مستحيل
* على مصر أن تنحاز لمن إنحاز لها وهو الشعب السوداني
اللواء باشات يتحدث في ندوة اللجنة المصرية للتضامن وكأنه يمسك بمشرط جراح؛ شرح الوضع في السودان، قائلا :
مشكلة التجنيس الأجنبي أحد أهم أسباب الأزمة خلال هذا الندوة الحاشدة التي أقيمت بمقر اللجنة المصرية للتضامن، حضورا حاشدا من مختلف الجنسيات العربية والأفريقية، وخاصة مصر والسودان واليمن وإريتريا.
مشيرا أنه هناك عناصر تم تجنيسها من تشاد وليبيا ومالي والكاميرون، لتشعل الصراع.. وقبيلة البقارا والمحاميد.. أي أن ما يحدث يستهدف احتلال عشوائي للسودان.. ويجب أن نفهم الوضع بشكل صحيح.. فهناك خطة خارجية كبيرة لإحداث تغيير ديموغرافي، وجيوسياسي.
في 15 أبريل 2023، في أعقاب اندلاع الحرب، أدليت بتصريحات في 3 قنوات فضائية، قلت إن ما يحدث هو بداية لفصل غرب السودان.
هناك مؤامرة لتقسيم السودان
المقصود منها تقسيم السودان إلى 5 أقاليم، ومنح الفرصة لسيطرة المخابرات الأجنبية والمنظمات المشبوهة بهدف إصدار قرارات أممية تمهيدا لاحتلال السودان، وتقسيمه إلى أقاليم حكم ذاتي، تمهيدا لتقسيمه إلى 5 دويلات صغيرة.
إضافة إلى مسح الكفاءات والكوادر والعقول الوطنية، وقيادات السودان من الحياة.. فلا صوت يعلو فوق صوت المخابرات الأجنبية والتنظيمات المشبوهة القاتلة.
المشروع لا يتعلق بحميدتي، لكنه أكبر من ذلك بكثير جدا.. حميدتي ما هو إلا أداة لتنفيذ هذا المشروع.. فهو يقوم بتفكيك الجيش، ثم الدولة، ثم الشعب، لتسليم هذه “الكعكة” للجهات الأجنبية، وإلغاء التاريخ السوداني العريق بحضارته وثقافته، ورموزه.
وبالتالي يتم إضعاف أي دور عربي استراتيجي.
كما يتم غسيل عقول للعناصر السودانية الشابة في الخارج، والرأي العام الخارجي..
الشباب السوداني الموجود خارج السودان مستهدف كذلك، ويتعرض لعمليات غسيل دماغ ، ومسح عقول، لإصابته بالإحباط واليأس… لإفهامه وإقناعه بما يلي: “أنت كسوداني كسول.. سرحان.. خملان .. وليس لديك أي مقدرة على التنمية، ولذلك هناك ثروات لا تستطيع أن تستغلها، وهي مطلوبة للعالم كله.
بهذا تتاح فرصة كبير للإرهابيين، للاتجار في الذهب والسلاح.. لإضعاف الاستثمار والتنمية نهائيا.. مع الوضع في الاعتبار أن هذه الجماعات تنتهز الفرصة وتستمد قوتها ونشاطها بالتوازي مع ما يحدث في قطاع غزة، حيث يتم لفت الأنظار عما يحدث في السودان.
وتتبع هذه الفئة تكتيك جديد لتنفيذ أهدافها، والرعاية الجهوية والقبلية.
وكانت البداية في المؤتمر الذي عقده حميدتي في بري، بأرض المعارض عام 2020، حيث دعا فنانين ورياضيين وصحفيين، وقام بإغراقهم بالأموال.
التوقعات في عام 2024
أما عن توقعاتي عن نشاط الإرهاب في السودان في عام 2024، فسيحدث تنافس شديد بين التنظيمات الإرهابية، وخاصة القاعدة وداعش لتجنيد واستقطاب العديد من العناصر داخل السودان.
وقد قرأت بحثا يكشف أن داعش قد جندت نحو 300 سيدة، وهو تكتيك جديد سيستخدم فيما بعد.
هذه الجماعات الإرهابية تتميز بالخبرة العالية في مجال التكنولوجيا.
وأيضا ستكون هناك هجرة عكسية لعناصرهم عبر البر و البحر من تشاد وليبيا وإريتريا واليمن، لاستخدامها في تنفيذ نشاطها في عمق الخرطوم، ولا ننسى الحدود مع إثيوبيا.. وهذا وضع خطير فتهديده لا يقتصر على السودان فقط، بل يهدد الأمن القومي ويؤثر على المستوى الإقليمي في المنطقة كلها.
فيجب أن نفكر ونتكاتف في كيفية مواجهة هذه المخاطر.. لأن ما يجري في السودان المستهدف الرئيسي منه هي مصر بالدرجة الأولى.
أمن وسلامة مصر مرتبط بالسودان
إن أمن وسلامة مصر مرتبط بالسودان، والعكس صحيح.. مصيرنا واحد، ومستقبلنا واحد.. فالعلاقة بيننا تشبه مجرى نهر النيل.. فقد يتغير لونه، أو يفيض، أو يجف، لكنه يظل متواجد وشاهدا على العلاقة الوثيقة.
ومصر كان لها موقف قوي تجاه الصومال إزاء التهديد الإثيوبي، ولكن حاليا إثيوبيا ومن يساندها من بعض الدول والصهاينة، لا يخشون التهديدات المصرية في الوقت الحال.
يجب على مصر أن تتخذ خطوة جريئة في الفترة القادمة في الانحياز لمن انحاز لها، ومن انحاز له الشعب السوداني، وعلينا أن نتناسى عقدة الإسلاميين، هم أخطأوا ويعلمون أنهم أخطأوا، وهم الذين يدافعون عما تبقى من السودان في الوقت الحالي.
وأؤكد على ضرورة تكاتف جميع القوى ومختلف الأطراف السودانية.. وأن ننظر للمستقبل بواقعية جديدة لمعالجة هذه الأزمة.. وأن نسمي المرحلة القادمة بـ “الفاعلية والعلنية”.
مصر تواجه أزمات وحروب غير تقليدية .
يجب ان نعلم جميعا أن مصر “غرقانة” في التوازنات السياسية، والتحديات غير المسبوقة، في ظل أزمات وحروب غير تقليدية.. وتحاول إرضاء جميع الأطراف، وهذا مستحيل.
ومع بداية الأحداث، جاء الإخوة السودانيون إلى مصر، بلدهم الثاني، وهذا طبيعي، وهم موجودون معنا، ومُرحب بهم.. ويشرفون الأراضي المصرية.. وهناك أكثر من 17 مليونا من الإخوة والأشقاء العرب، من ليبيا وسوريا والعراق واليمن وفلسطين.. مندمجون في النسيج الوطني.. فلا يوجد في مصر معسكرات للاجئين..
أنادي القيادات السودانية والقيادات من الحاضرين اليوم والغائبين أن يقنعوا بعض الأطراف السودانية أن تترفع عن التصريحات المسيئة من بعض الأطراف السودانية التي تحاول أن تسيء للعلاقات مع مصر.. وأن نحافظ على العلاقات بين الدولتين، وأن تظل العلاقات فيما بيننا محصنة وقوية.. فنحن شعب واحد.