ويتضمن برنامج الفعالية عرضاً لمسرحية غنائية استعراضية بعنوان “رسوم وطلل”، ومعرضاً تفاعلياً بعنوان “جغرافيا القصيدة”، وذلك كجزء من مبادرة “مسار الشعر العربي”، وتأتي كختام لمبادرة “عام الشعر العربي 2023″، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وتُقدَّم المسرحية رؤية إبداعية مستوحاة من التراث الشعري العربي، لاستطلاع جغرافية المملكة، وتقاطُعها مع المواقع التي وردت على ألسنة الشعراء، لإخراجها في حُلَّةٍ مسرحيةٍ غنائيّةٍ معاصرة.
كما تضم الفعالية عدة مناطق رئيسية، وتستمر عشرة أيام متتالية، وستشهد عدة فعاليات وأنشطة ثقافية إبداعية، من أبرزها منطقة المسرح، ومعرض “جغرافيا القصيدة”، وأجنحة الشعر العربي.
وتتناول حكاية المسرحية الغنائيّة الاستعراضيّة “رُسوم وطَلل” رحلةَ بحثٍ يتنافس فيها مجموعة من الشُبّان يقودهم “طَلَل”، ومجموعةٌ من الشابات تقودهنّ “رُسُوم”، وذلك من أجل إتمام خارطة ما، ويتتبّعون في رحلتهم جزءاً كبيراً من سيرة المكان الجغرافي في شعر ما قبل الإسلام، وعصر صدر الإسلام، الذي وردت فيه الأماكن والأطلال في أنحاء الجزيرة العربية التي تمثلها السعودية اليوم.
ويصلون في النهاية إلى اكتمال خارطة شعريّة جغرافيّة للشعر العربي القديم، داخلَ خارطة السعودية، وسيظهر الشعراءُ في بلادهم مجدداً بعد قرون، ليقع بعدها بطلا هذه الرحلة والمنافسة “طَلَل” و “رُسُوم” في الحبّ.
وأما المعرض الفنيّ جدارية “جغرافيا القصيدة” فيأتي على هيئة جدران مصممة بطريقة توحي وكأنها جدارٌ واحد، حيث تظهر فيه زوايا مختلفة عند تحريك جزءٍ منه، وتحتوي هذه الجدارية على سلسلة تشكيلية متّصلة، وتتّخذ من فنّ الحُروفيات مساراً لها، بحيث تضم فنون الخط العربي، والنقوش، والتشكيل، وتعكس مزجاً فاتناً بين الهوية والأصالة، وبين التجريد والحداثة.
الجدارية تروي حكاية الجغرافيا الشعرية على أرض المملكة، وهي الحكاية التي تناولتها مسرحية “رُسوم وطَلل”، حيث تستلهم الجدارية في كلّ شقّ منها إشارات وعلامات دلاليّة على المدن والأماكن السعودية (الجغرافيا)، وتمزجها بالحروف والخط العربي لأبيات الشاعر العربي الذي عاش في تلك الأنحاء (القصيدة).
ويشارك في إنجاز هذه الجدارية ستةٌ من فناني وفنانات السعودية، قدموا من كل أنحاء المملكة. ويقوم الفريق الإبداعي بجمع شعر فترة ما قبل الإسلام، وصدر الإسلام، والذي يحوي أماكنَ وأطلالاً ورسوماً تقع في الجزيرة العربية، ثم يتتبع الأماكن الموجودة في ذلك الشعر، وتصويرها، وتوثيقها، وتدوين الفنون الأدائية والموسيقية والغنائية الموجودة عند تلك الأماكن أو القريبة منها، ومن ثم الاستفادة من كل ذلك ليظهر داخل الحكاية الدرامية التي يُحيِيها العرض المسرحي.
يصاحب العروض موسيقى خاصة تعبر عن الشعر القديم، والحنين إلى الماضي، تتناسب مع الغناء بالفصحى، ومن ناحيةٍ أخرى سيقوم الاتجاه الموسيقي على استلهام الفنون الأدائية السعودية، وتطويرها في بعض المواضع، على أن تكون الألحانُ المطورة من الفنون التقليدية السعودية متناسقةً مع أماكن الشعراء القدماء داخل جغرافيا المملكة اليوم.
وتسعى الفعالية لتسليط الضوء على الأماكن والمواقع السعودية التي عاش فيها الشعراء العرب، أو وردت في قصائدهم، وإحياء تاريخ الشعر العربي.