نشأت فكرة بناء مدينة السودان الرياضية في عام 1966 إبان رئاسة السيد إسماعيل الأزهري لمجلس السيادة السوداني؛ لكن لم تنفذ بسبب شح التمويل ثم توقف المشروع، في عام 1972 عادت الفكرة إلى السطح مجددًا خلال فترة حكومة جعفر النميري وأيضًا وقف التمويل عائقًا حتى صدر قرار من مجلس قيادة الإنقاذ برئاسة الرئيس المعزول عمر البشير في سبتمبر 1992 بإنشاء مدينة السودان الرياضية وفتح صندوق مالي تم إيداع مبلغ “10,000,000” جنيه به كبداية لبناء المدينة في مساحة وقدرها “1.488.144” ألف متر مربع.
تم التصديق على قيام المدينة في مساحة مليون ونصف المليون مترًا مربعًا لتتضاءل تلك المساحة بفترة ربع قرن تعاقب خلالها على وزارة الشباب والرياضية السودانية 12 وزيرًا إلى أربعمئة وخمسين ألف متر مربع أي بما يعادل الثلث فقط عبارة عن ملعب أول
مبي يتسع لـ 40 ألف مشجع فقط، بالإضافة إلى مضمار لألعاب القوى وكل ذلك في ظل تعثر مستمر لعمليات البناء، والسؤال الآن أين ذهب الثلثان؟
كان إنشاء مدينة السودان الرياضية حلمًا ومشروعًا داعب أحلام الوسط الرياضي السوداني كثيرًا كفكرة محتملة لأضخم مدينة رياضية في أفريقيا تشمل مختلف الرياضات، بالإضافة إلى ملعب أولمبي يسع 60 ألف مشجع مجهز على أحدث مستوى، وفقًا لمعايير ومقاييس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كان من المخطط أن يحتوي الملعب الأولمبي على صالتين ومقصورة لكبار الشخصيات مع تخصيص الدخول من خلال مداخل إلكترونية، أيضََا يحتوي الملعب على نجيل مستورد وكراسي مستوردة مقاومة لدرجات الحرارة العالية وغرف اللاعبين والحكام وفحص المنشطات، بالإضافة إلى مركز إعلامي مجهز بوسائل الاتصالات للمراسلين لجميع أنحاء العالم.
تحول مشروع المدينة الرياضية إبان حكم البشير إلى ساحة للسباق بين النافذين للحصول على أكبر قدر من التمويلات الشعبية والخارجية وتم استقطاع مساحات ضخمة من مشروع المدينة الرياضية لبناء فلل ومجمعات فاخرة ومخططات استثمارية حققت مكاسب ضخمة للمقربين من البشير، وتناولت العديد من الصحف والمؤسسات الإعلامية أبان حكومة البشير أخبار الفساد الذي أزكم الأنوف في مشوار بناء المدينة الرياضية.
بعد عزل البشير أولت الحكومة الجديدة منذ قدومها ملف قضية المدينة الرياضية اهتمامًا كبيرًا، وفتحت عددًا من البلاغات ضد عدد من قادة النظام البائد، وكشفت التحقيقات عن تقرير صدر عن المراجع العامة أن هناك مساحات خصصت لأجسام وجمعيات “لا تتبع لأية جهة ولا يعرف عنها شيء”، أيضًا أكدت أول وزيرة للشباب والرياضة بعد سقوط نظام البشير، السيدة ولاء البوشي، في مؤتمر صحفي عقدته في سبتمبر 2020 إن التعديات والتصرفات التي حدثت في مشروع المدينة الرياضية، خالفت دستور السودان الذي يحظر التصرف في الأراضي القومية.
مدينة السودان الرياضية.. أين ذهب الثلثان؟
نشأت فكرة بناء مدينة السودان الرياضية في عام 1966 إبان رئاسة السيد إسماعيل الأزهري لمجلس السيادة السوداني؛ لكن لم تنفذ بسبب شح التمويل ثم توقف المشروع، في عام 1972 عادت الفكرة إلى السطح مجددًا خلال فترة حكومة جعفر النميري وأيضًا وقف التمويل عائقًا حتى صدر قرار من مجلس قيادة الإنقاذ برئاسة الرئيس المعزول عمر البشير في سبتمبر 1992 بإنشاء مدينة السودان الرياضية وفتح صندوق مالي تم إيداع مبلغ “10,000,000” جنيه به كبداية لبناء المدينة في مساحة وقدرها “1.488.144” ألف متر مربع.
تم التصديق على قيام المدينة في مساحة مليون ونصف المليون مترًا مربعًا لتتضاءل تلك المساحة بفترة ربع قرن تعاقب خلالها على وزارة الشباب والرياضية السودانية 12 وزيرًا إلى أربعمئة وخمسين ألف متر مربع أي بما يعادل الثلث فقط عبارة عن ملعب أولمبي يتسع لـ 40 ألف مشجع فقط، بالإضافة إلى مضمار لألعاب القوى وكل ذلك في ظل تعثر مستمر لعمليات البناء، والسؤال الآن أين ذهب الثلثان؟
كان إنشاء مدينة السودان الرياضية حلمًا ومشروعًا داعب أحلام الوسط الرياضي السوداني كثيرًا كفكرة محتملة لأضخم مدينة رياضية في أفريقيا تشمل مختلف الرياضات، بالإضافة إلى ملعب أولمبي يسع 60 ألف مشجع مجهز على أحدث مستوى، وفقًا لمعايير ومقاييس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كان من المخطط أن يحتوي الملعب الأولمبي على صالتين ومقصورة لكبار الشخصيات مع تخصيص الدخول من خلال مداخل إلكترونية، أيضََا يحتوي الملعب على نجيل مستورد وكراسي مستوردة مقاومة لدرجات الحرارة العالية وغرف اللاعبين والحكام وفحص المنشطات، بالإضافة إلى مركز إعلامي مجهز بوسائل الاتصالات للمراسلين لجميع أنحاء العالم.
تحول مشروع المدينة الرياضية إبان حكم البشير إلى ساحة للسباق بين النافذين للحصول على أكبر قدر من التمويلات الشعبية والخارجية وتم استقطاع مساحات ضخمة من مشروع المدينة الرياضية لبناء فلل ومجمعات فاخرة ومخططات استثمارية حققت مكاسب ضخمة للمقربين من البشير، وتناولت العديد من الصحف والمؤسسات الإعلامية أبان حكومة البشير أخبار الفساد الذي أزكم الأنوف في مشوار بناء المدينة الرياضية.
بعد عزل البشير أولت الحكومة الجديدة منذ قدومها ملف قضية المدينة الرياضية اهتمامًا كبيرًا، وفتحت عددًا من البلاغات ضد عدد من قادة النظام البائد، وكشفت التحقيقات عن تقرير صدر عن المراجع العامة أن هناك مساحات خصصت لأجسام وجمعيات “لا تتبع لأية جهة ولا يعرف عنها شيء”، أيضًا أكدت أول وزيرة للشباب والرياضة بعد سقوط نظام البشير، السيدة ولاء البوشي، في مؤتمر صحفي عقدته في سبتمبر 2020 إن التعديات والتصرفات التي حدثت في مشروع المدينة الرياضية، خالفت دستور السودان الذي يحظر التصرف في الأراضي القومية.
كان من المخطط افتتاح المدينة الرياضية في الثلاثين من مايو 2018 ثم تم تأجيله لاحقًا لتعثر صاحب جداول التسليم ثم سقط نظام البشير في ديسمبر 2018، سقط نظام البشير ونشبت الحرب وتوقفت التحقيقات حول الفساد الذي صاحب عمليات البناء، انتهى كل ذلك الحلم الجميل بانطلاق أول رصاصة في الحرب الدائرة الآن من مباني مشروع مدينة السودان الرياضية التي تحولت بعد سيطرة الدعم السريع إلى أحد معسكراتهم، انطلقت الرصاصة الأولى من مدينة السودان الرياضية، وبدأت الحرب المستمرة حتى الآن منها وكأن الله يعاقب المسؤولين عن سرقة المال العام تحت ستار تحقيق هذا الحلم.
فساد نظام عمر البشير وتخبط المشهد السياسي السوداني وعدم استقراره بعد سقوطه الذي انتهى بالحرب الحالية، كان وراء عدم اكتمال أكبر حلم رياضي سوداني، تعطلت محاكمات المفسدين ونشبت الحرب ولا أحد يعلم حتى الآن أين ذهب الثلثان؟