اعتبرت دراسة دولية متخصصة أن تحقيق الأمن الغذائي لأبناء جنوب السودان قد يكون المفتاح الرئيس لإحلال السلام فى هذا البلد الإفريقي الذي أنشئ في عام 2011، مشيرة إلى أن 9ر8 من سكان جنوب السودان البالغ تعددها 11 مليونا، في حاجة إلى مساعدات إغاثة إنسانية عاجلة مع نهاية عام 2022 .
واعتبرت الدراسة – التي تم إعدادها بصورة مشتركة بين نخبة من باحثي معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام وبرنامج الغذاء العالمي – أن تأمين حالة الغذاء في جنوب السودان سيدعم بصورة مباشرة او غير مباشرة بناء السلام والاستقرار فيه، وكشفت قيام برنامج الغذاء العالمي بإيصال مساعدات غذائية لنحو 6 ملايين من أبناء جنوب السودان.
وأجرى برنامج الغذاء العالمي – عبر مكتبه في جوبا – دراسة مسحية مقارنة في فبراير الماضي بينت أن جنوب السودان يقع ضمن عشر بلدان فى العالم مهددة بقلة الغذاء نتيجة التغيرات المناخية العالمية؛ وهو ما يخلق أوضاعا خطرة على حياه الفقراء في هذا البلد؛ وهم من يشكلون نسبة 92 في المائة من سكانه؛ فضلا عن افتقاد جنوب السودان – بشكل عام – لمؤسسات البنية التحتية الخادمة للإنماء البشرى في مجالات الصحة والتعليم والخدمات.
ودعت الدراسة، جنوب السودان إلى تنويع مصادر اقتصادها المعتمد في 90 في المائة منه على صادرات النفط الشحيحة التي توجد في أراضي جنوب السودان.
ويرى خبراء برنامج الغذاء العالمي أن تحديث النشاط الزراعي، الذي يعمل به 95 في المائة من أبناء جنوب السودان، بوسائل بدائية قد يكون أحد المخارج من أزمة الغذاء التي يعانيها هذا البلد الذي يشكل الشباب من هم دون سن الثلاثين نسبة 72 فى المائة منهم .
وفي السياق، دعت الدراسة، المانحين الدوليين إلى تدريب الشباب الجنوب سوداني على الزراعات الحديثة وكذلك العمل على توسيع رقعة الأراضي المنزرعة في جنوب السودان والتي ما زالت لا يتعدى معدل زيادتها عن 4 في المائة سنويا، ومعظمها من الأراضي الخصبة لكنها غير الممهدة أو تحتاج إلى تجفيف مستنقعاتها .
وأشار خبراء معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي (سيبري) إلى خطورة الحرب الأهلية التي بلغت اوجها خلال الفترة من 2013 حتى 2018، في جنوب السودان؛ وأسفرت عن مقتل 400 الف من شعب البلد الوليد.
واعتبر خبراء (سيبري) أن نزوح مئات الالاف عن قراهم و مراعيهم فى جنوب السودان خلال سنى الحرب كان عاملا اساسيا فى تراجع انتاج الغذاء و انتشار الجوع بين غالبية السكان .