الفن الأفريقي يعتبر المجال الذي ميز الفنان التشكيلي “سنتايهو تفري” الذي ظل يحلم بأن يجعل من الفن جسرا للعالمية وطريقا للشهرة.
“سنتايهو تفري”، شاب إثيوبي، وفنان تشكيلي متعدد المواهب، فهو رسام ومصور وكاتب شعر، عزز مواهبه بالدراسات الأكاديمية فدرس العلوم الاجتماعية بجامعة أديس أبابا، كما درس الفنون الجميلة، ولم يتوقف تحصيله الأكاديمي فهو الآن يتأهب لنيل درجة الماجستير في مجال دراسات العلوم الأفريقية.
الفن الأفريقي يعتبر المجال الذي ميز الفنان التشكيلي “سنتايهو تفري” الذي ظل يحلم بأن يجعل من الفن جسرا للعالمية وطريقا للشهرة، من خلال سعيه للتعريف بالفن الأفريقي، وما يتضمنه من قيم جمالية وإرث ثقافي تليد.
وقرر “تفري” أن يخلد أعمال قادة الفن الأفريقي حيث خصص جل أعماله ولوحاته الفنية للتراث، وأعمال الفنانين الأفارقة بحسب إفادته لـ”العين الإخبارية”، قائلا: “كل اهتماماتي تتمحور حول الفن والعلوم الأفريقية”.
وأوضح أن أعماله الفنية ترتكز حول الفن الأفريقي فهو يطمح للتعريف به، وقال: “تأثرت بالفنانين التشكيليين الأفارقة من إثيوبيا وغيرهم من الذين تميزوا بأفكارهم وتوجهاتهم وأعمالهم الفنية التي تعبر الزمن خاصة الذين جمعوا بين الفن البصري والتعبيري”.
وتابع: “الفن الأفريقي هو فن رمزي يحاول الفنان من خلاله أن يتقمص الإرادة التي تمتع بها الأجداد ويبرز الأفكار والنصائح القديمة للأجيال الحديثة.. وأهتم بشكل أساسي بالبحث عن الهوية فمن خلال الإجابة عنها أدركت بأن الهوية تتجسد في رسومات ولوحات الفنانين الأفارقة منذ القدم”.
وأضاف أن الانتماء للقارة الأفريقية بتراثها العريق وهويتها يعطي للأفارقة دافعا للمضي قدما دونما تردد وبكل فخر، ودعا إلى ضرورة وأهمية القراءة والبحث عن أفريقيا وشعوبها لتعزيز الهوية الأفريقية.
وحول الشخصيات الفنية التي تأثر بها واستفاد من تجاربها، قال: “تأثرت بالعديد من الفنانين التشكيليين بإثيوبيا وأفريقيا عموما، مثل الفنان التشكيلي الإثيوبي مسفن هبتماريام، والملقب بـ(نجم شهاب)، وتادسي مسفن الشاعر والرسام، وجبركرستوس دستا وغيرهم”.
وأضاف: “أعتقد أن هؤلاء الفنانين لهم رؤية واضحة ومختلفة في ذات الوقت في مجال الفن، وأفكارهم تتخطى الواقع في أبعادها وأهدافها”.
ويرى “تفري” أن الفنانين الذين تأثر بهم يمتلكون قدرات مزدوجة وتتعدد مواهبهم، وأفكارهم لم تكن محصورة في إثيوبيا وإنما حول أفريقيا عامة، وقال إن أفكار هؤلاء تتجاوز المنطقة التي يعيشون فيه، وهم الذين رفعوا شعار “الأفريقانية- pan Africanism”، وناضلوا في سبيل ذلك من خلال أعمالهم الفنية التي مثلت نموذجا يقتدى ويحتذى به، وغيرت الكثير من مفاهيم المجتمعات الأخرى نحو الأفارقة.
وأشار “تفري” إلى أنه تأثر أيضا بالفنان التشكيلي الإسباني بابلو بيكاسو، والفرنسي بولسيزان، والأمريكي جان ميشيل باسكيات، وقال إن هؤلاء يمثلون قدوة لي وتأثرت كثيرا بأعمالهم الفنية التي تجاوزت قاراتهم وأحببت أعمالهم واستفدت منها.
وحول أعماله الفنية التي يغلب عليها الطابع الأفريقي، قال: “تأثرت بالعديد من الفنانين الأفارقة، وعملية البحث التي خضتها حول الهوية الأفريقية أثرت في أعمالي”.
“أعمالي الفنية تميل إلى التصاميم الداخلية للمنازل مرتكزا على فن الجاذبية، والاهتمام بالشعارات والرموز الأفريقية، وأميل إلى الجداريات، والنقش على الأبواب القديمة وإعادة الجوانب الفنية معتمدا على الوسائل التقليدية، وكثرة الألوان فالفن الأفريقي يتميز باستخدام الألوان بصورة واضحة”، يقول “سنتايهو تفري”.
وشارك “تفري” في عدد من معارض الفنون التشكيلية الأفريقية بأديس أبابا، والمعارض الميدانية التي نظمها الاتحاد الأفريقي مع الجاليات الألمانية والفرنسية والروسية بإثيوبيا، وآخر مشاركة له كانت ضمن فعاليات القمة الأفريقية الـ33 للاتحاد الأفريقي في فبراير الماضي.