إنجي النجار فنانة تشكيلية مصرية، مشغولة في لوحاتها بالقضايا الإنسانية المعاصرة، مثل الأمومة والوطن، ومفردات تشكيلية أخرى لافتة، مثل استلهام لوحات من الثقافة والفن الأفريقي و”الأرواح الشريرة”.
وهى ترى “أن الفن ليس مجرد خطوط نرسمها، بل هو تعبير عن حالة إنسانية وخطوط تعبر عن مكنونات داخل وجداننا”.
وترى أيضا “أن الفن قادر على التغيير وإعادة صياغة المجتمعات والأفراد أيضا، ويخلق منهم أشخاصا مبدعين في شتى مجالات العلم والعمل”.
تقول إنجي النجار فى مقابلة مع “ميدل إيست أونلاين” إنها اختارت أن ترسم لوحاتها بـ “خطوط لينة” وتبتعد عن الخطوط الحادة، وتشير إلى أن المرأة هي العنصر الرئيسي في معظم أعمالها الفنية، وهى تمثل لها رمزا للحب والعطاء والاحتواء والضعف أيضا.
وتابعت بأنها تحرص على تناول المرأة في أعمالها لشمولية القيم الرمزية التي تمثلها المرأة، وما تحمله أيضا من قيم جمالية وتشكيلية، فالمرأة – بحسب قولها – تمثل عنصرا غنيا لإثراء أي عمل فني، بعكس تناول الرجل الذي تعطي خطوطه الحادة قساوة لموضوع اللوحة أو العمل الفني بشكل عام.
وتقول بأن الرجل في لوحاتها يرمز إلى القسوة، وأنها حين ترسم الرجل تلجأ لاستخدام خطوط حادة.
وتشير الفنانة إنجى النجار إلى أنها ترى بأن الفن التشكيلي وحدة متكاملة لا يعرف التفرقة، ولا العنصرية، وأن الفن من وجهة نظرها يرمز إلى الانسجام والتكامل، ولا يقبل التجزئة أو التقسيم، وأنه ليس هناك فن يسمى بفن نسوى، أو فن رجالي، ولا فن اسود أو أبيض، إن الفن هو علم له مرجعيته وقوانينه ومفرداته. وترى أيضا أن المرأة العربية أُتيحت لها الفرصة مثل الرجل لدراسة الفنون التشكيلية، وتعلمها، وبات حضور المرأة في المشهد التشكيلي العربي من المسلمات، كونها باتت تمتلك أدواتها الفنية بقوة.
وأشارت إلى أن كثيرا من الفنانين تناولوا الرجل في إعمالهم التشكيلية، ولكن انحصرت تلك الأعمال في تناول موضوعات محددة مثل الشيخوخة والضعف.
وكشفت الفنانة إنجى النجار عن أن الحركة التشكيلية العربية تعانى من التشتت والبحث عن الهوية والتخبط في أوساط الهواة الذين يفتقدون أساسيات الفنون التشكيلية ويفتقدون الإلمام بعلم الفن التشكيلي، وأن هؤلاء الهواة في حاجة إلى وجود مؤسسات ترعى واهبهم وتنظم لهم ورش العمل والدورات التدريبية التي تصقل مهاراتهم ومواهبهم، وتعلمهم أساسيات علم الفن التشكيلي وتمكنهم من امتلاك أدواتهم الفنية.
وشددت على أن المشهد التشكيلي العربي الآن يجد تخبطا كبيرا، و”صراعا بين الموروث والحداثة”، وذلك بالرغم من غنى وثراء العالم العربي بموضوعات ومفردات تشكيلية مدهشة.
وغنى العالم العربي بالكنوز التشكيلية التي توارثها عن أجداده، وهى كنوز أبدعها الفنانون الأول، وهي أعمال وكنوز قامت عليها الكثير من المدارس الفنية، وهي ترى أن الهوية العربية يمكن إبرازها وبلورتها من خلال الدراسات العلمية الحديثة في مجال الفنون التشكيلي، وربط تلك الدراسات بتراثنا وقيمنا ومدارسنا الفنية القديمة.
وأنه يجب أن تهتم المراكز والمؤسسات الأكاديمية المعنية بالفنون، بمثل تلك الدراسات في شتى ألوان الفنون التشكيلية من خزف ونحت وتصوير وغير ذلك من الفنون البصرية، وذلك من أجل أن تزهر الفنون التشكيلية العربية، وتبقى في أرقى وأزهى عصورها.
وأكدت على أن الفنان العربي يحتاج لأن تتنوع أعماله وتتعدد عناصر أعماله ورؤاه، حتى يصل للعالمية التي تظل غائبة عن الحركة التشكيلية العربية لقلة تناول الفنانين العرب للقضايا العالمية في أعمالهم، ولإفتقارهم للعناصر الفنية التي يمكن أن تصل بهم إلى العالمية.
يذكر أن الفنانة التشكيلية المصرية، إنجى النجار، درست الفنون وحصلت على درجة الماجستير في الفنون والتربية الفنية من جامعة طنطا، وهى تترأس مؤسسة “مرسم” التي تقوم من خلالها بتبني المواهب الفنية وصقل مهاراتها عبر ورش فنية تقيمها بشكل دوري.
ولإنجى النجار الكثير من الدراسات الفنية في موضوعات عدة مثل تحليل رسوم الأطفال، وتحليل الألوان والخطوط، وطرق استحداث تصميمات من خلال الحركة الفعلية للحروف العربية كمدخل لإثراء التصميمات الزخرفية.
وقد شاركت في العديد من المعارض والملتقيات الفنية المصرية والعربية والدولية، وبلغت حصيلة معارضها ومشاركاتها بمؤتمرات ومعارض فنية خمسة عشر مشاركة محلية ودولية حتى الآن.